ar:jeddah:2003-2008
اختلافات
عرض الاختلافات بين النسخة المختارة و النسخة الحالية من الصفحة.
جانبي المراجعة السابقةالمراجعة السابقةالمراجعة التالية | المراجعة السابقة | ||
ar:jeddah:2003-2008 [2022/09/19 17:05] – [الصدمة النفسية (٦/٢٠٠٤)] mansour | ar:jeddah:2003-2008 [2022/09/22 13:30] (حالي) – renvoi à texte psychanalyse mansour | ||
---|---|---|---|
سطر 7: | سطر 7: | ||
سوف احاول تقديم بعض الاقتراحات الافتراضية للإجابة على السؤال الاول ثم توضيح تدريجيا الارتباط مع التاريخ الحديث لهذا البلاد. | سوف احاول تقديم بعض الاقتراحات الافتراضية للإجابة على السؤال الاول ثم توضيح تدريجيا الارتباط مع التاريخ الحديث لهذا البلاد. | ||
+ | <WRAP round alsqr tip> | ||
+ | ماهي حكمة هذه القصة؟\\ | ||
+ | أرجو من القارء أن يعتبر روايتي كحالة نموذجية لما هي " | ||
+ | </ | ||
===== لغز إقامتي الأولى (٢٠٠٣) ===== | ===== لغز إقامتي الأولى (٢٠٠٣) ===== | ||
سطر 29: | سطر 33: | ||
<WRAP centeralign > | <WRAP centeralign > | ||
<wrap info> | <wrap info> | ||
- | (انظر إلى نص " | + | (إن لم تقرأوها بعد فعليكم |
</ | </ | ||
سطر 38: | سطر 43: | ||
وبعد هذه الرسالة مباشرة بدأت حياتي تتفكك بتأثير وحي لم تأتيني من اهل السماء بل من أعماق جسدي. فبعد ما حطت القلم واستعدت للعودة إلى تعز بقلقٍ ما فتلقيت عيد غطاس واعتنقتُ الهوية المثلية.\\ | وبعد هذه الرسالة مباشرة بدأت حياتي تتفكك بتأثير وحي لم تأتيني من اهل السماء بل من أعماق جسدي. فبعد ما حطت القلم واستعدت للعودة إلى تعز بقلقٍ ما فتلقيت عيد غطاس واعتنقتُ الهوية المثلية.\\ | ||
- | <wrap lo> | + | <wrap lo> |
- | </ | + | فاكتشفت أنه كان مثليا |
+ | إكتشفت المصدر المحتمل لضعفي فقررت أن أعترف بهذا الشيء وأعود إلى تعز بدون خوف. طبعا كانت كلمة | ||
ولو من الصعب تصديق ذلك فهذه هي الظروف التي قربتني تدريجياً إلى الإسلام. أنا عدت إلى تعز للسنة الثانية من الماجستير ثم لدكتوراة في الأنثروبولوجيا حول " | ولو من الصعب تصديق ذلك فهذه هي الظروف التي قربتني تدريجياً إلى الإسلام. أنا عدت إلى تعز للسنة الثانية من الماجستير ثم لدكتوراة في الأنثروبولوجيا حول " | ||
سطر 52: | سطر 58: | ||
أنا من عائلة فرنسية مسيحية الأصل وعلمنية العقيدة منذ جيلين على الأقل ولم أتلقى أي تربية دينية إلا من خلال زيارات سياحية في الكنائس والمتاحف. فكان هناك نسيج مسيحي وراء تحليل رسالتي الأولة الاجتماعية ولكن لم اكتشفه الا بعد دخولي الإسلام بسنوات كثيرة. كتبت رسالتي الأولى بدافع شعوري بالذنب بعد خيانتي لزياد في نهاية إقامتي ولو لم يتركني المجتمع خيار أخر. فصورتُ زياد على نموذج شخصية المسيح الذي صلبه يشهد على حقيقة رسالته. أنا لم أقرأ الإنجيل لكن نموذج المسيح فرض نفسه بغير وعي عبرالتحليل الاجتماعي. ومثل الحواريون بعد إنسحاب عيسى عليه السلام فكنت اعيد قراءة الأحداث مرارا وتكرارا وكان يبدو لي أنني فشلتُ في إخلاصي له بسبب قانونٍ سلوكٍ قديمٍ وضيقٍ. لهذا السبب في وقت العودة اعتنقت بقانونٍ جديدٍ يضمن رحمة الإله لأرواحنا الخاطئة ووعده بحياة جديدة على أنقاض العالم القديم.\\ | أنا من عائلة فرنسية مسيحية الأصل وعلمنية العقيدة منذ جيلين على الأقل ولم أتلقى أي تربية دينية إلا من خلال زيارات سياحية في الكنائس والمتاحف. فكان هناك نسيج مسيحي وراء تحليل رسالتي الأولة الاجتماعية ولكن لم اكتشفه الا بعد دخولي الإسلام بسنوات كثيرة. كتبت رسالتي الأولى بدافع شعوري بالذنب بعد خيانتي لزياد في نهاية إقامتي ولو لم يتركني المجتمع خيار أخر. فصورتُ زياد على نموذج شخصية المسيح الذي صلبه يشهد على حقيقة رسالته. أنا لم أقرأ الإنجيل لكن نموذج المسيح فرض نفسه بغير وعي عبرالتحليل الاجتماعي. ومثل الحواريون بعد إنسحاب عيسى عليه السلام فكنت اعيد قراءة الأحداث مرارا وتكرارا وكان يبدو لي أنني فشلتُ في إخلاصي له بسبب قانونٍ سلوكٍ قديمٍ وضيقٍ. لهذا السبب في وقت العودة اعتنقت بقانونٍ جديدٍ يضمن رحمة الإله لأرواحنا الخاطئة ووعده بحياة جديدة على أنقاض العالم القديم.\\ | ||
- | بالطبع ، لم تكن هذه الصيغة اللاهوتية مقبولة عقليًا بالنسبة لي فكنت افتقد المفهوم الرئيسي وهو وجود الله. ومع ذلك كانت هذه الحقيقة أقوى في عيني، لأنني شعرت بها في النبض جسدي البيولوجي. هذا الذي كنت أسميه | + | بالطبع ، لم تكن هذه الصيغة اللاهوتية مقبولة عقليًا بالنسبة لي فكنت افتقد المفهوم الرئيسي وهو وجود الله. ومع ذلك كانت هذه الحقيقة أقوى في عيني، لأنني شعرت بها في النبض جسدي البيولوجي. هذا الذي كنت أسميه |
</ | </ | ||
سطر 58: | سطر 64: | ||
===== اعتراف الخوخة (٣/ | ===== اعتراف الخوخة (٣/ | ||
- | كشفت سرّي لزياد بعد بضع السنين في أول شهر إقامتي الثالثة خلال رحلة صغيرة إلى منطقة الخوخة السياحية. فأجابني زياد : | + | // |
+ | |||
+ | كشفت سرّي لزياد بعد بضع السنين في أول شهر إقامتي الثالثة خلال رحلة صغيرة إلى منطقة الخوخة السياحية. فأجابني زياد : | ||
[{{fr: | [{{fr: | ||
+ | ==== مكانة زياد المستمرة في بحثي ==== | ||
+ | |||
+ | في عملي في ذلك الوقت، كان زياد مجرد شخصية واحدة من بين العديد من الشخصيات التي حللتُ مواقفهم الإجتماعية في إطار بحثي الثاني من الماجستير. لكن في الحقيقة كان زياد يحل مكانة خاصة وأنا في فرنسا فهو الضمير الشامل الذي ما زلت أكرس له عملي. وكنت أحيانا اكلمه في المنام وحلمي يدور حول وجودٍ جسديٍ له لا يمكنني تحديد موقعه. | ||
+ | |||
+ | وتعترف منهجية الإثنوغرافية بالأوضاع من هذا النوع و - كما ذكرت أنفا - كل باحث له حلفاءه في الميدان وشروط لا بد من احترامها. وقد حاولت اتخاذ موقف أكثر موضوعي في بحث الماجستير الثاني لكن نبهتني مشرفتي الجديدة أنها غير مقتنعة بهذا الموقف العلمي المزعوم وتحليل إجتماعي مطل على الواقع. لذلك عندما عدتُ إلى تعز لإقامتي الثالثة كنت مصمم على العودة إلى زياد وعلى أن أسلِّم نفسي لنصيحته وإرشاده العلمي. بعد بحثي السابق على عمال وفقراء الجولة أردت كما تجنب التحيزات الإيديولوجية ضد النظام اليمني وتقدير وجهاء الحي الذين ينتمون كلهم لحزب المؤتمر. | ||
- | في عملي في ذلك | + | ==== تدهور وضع زيادالإجتماعي ==== |
+ | لكن عند وصولي في عام ٢٠٠٦ | ||
- | وتعترف | + | أخذتُ غرفة |
- | لكن الزياد | + | قد تحسن حالة زياد |
+ | وكانوا بعض الأشخاص مجهول الهاوية يأتون كل يوم من خارج الحارة | ||
- | أخذتُ غرفة في الفندق لبعض الأيام ثم اقترحت على زياد أن أنتقل معه في غرفته. وهذا القرار قد يكون أكبر خطاء ارتكبته ولكن في ذلك الوقت | + | لم أفهم الوضع كما أفهمه الآن، مرة أخرى. فكنت اتركز على زياد |
- | وبعض | + | واعترافي عن اقتناعي بالمثلية خلال رحلتنا إلى الخوخة لم يكون تحرش جنسي إطلاقا بل كان سواء إلقاء النظرة على هذه الإمكانية في إطار هذا النقاش. فأجابني زياد بأسلوب مؤدبة فقال : " |
سطر 75: | سطر 90: | ||
كنتُ أشعر أن زياد يعاني من مشكلة جنسية ، وكان حدسي صحيحًا حتى ولو لم أفهم السبب. السبب الحقيقي أن في محيطه الإجتماعي كان الكثير ينتظرون ضمنيا أن يفرض هيمنته جنسياً مرة واحدة وإلى الأبد. كانوا يقرأون في قلبي دون ان يفقهون أفكاري أما زياد كان يتأثر من أفكاري وهو فقط لا يستطيع. ولكن أنا لا أستطيع تصور هذا الواقع إطلاقا.\\ | كنتُ أشعر أن زياد يعاني من مشكلة جنسية ، وكان حدسي صحيحًا حتى ولو لم أفهم السبب. السبب الحقيقي أن في محيطه الإجتماعي كان الكثير ينتظرون ضمنيا أن يفرض هيمنته جنسياً مرة واحدة وإلى الأبد. كانوا يقرأون في قلبي دون ان يفقهون أفكاري أما زياد كان يتأثر من أفكاري وهو فقط لا يستطيع. ولكن أنا لا أستطيع تصور هذا الواقع إطلاقا.\\ | ||
- | في ما بعد الاستعمار غالبًا ما يمثل اتقان العلوم الغربية وترويض مُلهماتها إمكانية للسفر إلى الغرب والاندماج في نظامه. وهكذا أصبح هذا الواقع من محرمات هذه الحقبة و نظام إبستيمولوجي يشمل هذه علوم والعلوم الإجتماعية خاصة. أنا أصبحت | + | وهذا هو حالنا |
[{{fr: | [{{fr: | ||
- | لم أقدر أشك في إخلاص اليمنيين وحسن نيتهم إلي لكن كان واضح أن زياد معه مشكلة جنسية. حسب تحليلي في ذلك الوقت زياد ينتمي إلى بيئة إجتماعي تتميز بهاجس الهيمنة ليس موجود في البيئات الإجتماعية الأخرى وتقريبا جره هذا الهاجس إلى الجنون… فكان لا بد ان أشعر بالخيانة لما سأل | + | أما أنا |
ar/jeddah/2003-2008.1663599931.txt.gz · آخر تعديل: 2022/09/19 17:05 بواسطة mansour