Atelier de Vincent Planel

زياد الخدشي هو رجل يمني من مواليد تعز عام ١٩٧٩ وهو الشخصية البارزة في رسالتي الأولى والذي أُطلق عليه لقب (الزعيم) في الظروف التي ذكرناها بالحين. كان زياد في ذلك الصيف خريج كلية المحاسبة في جامعة تعز بامتياز وله كذلك تأثير وائتمان في الحارة التي تربى فيها. إلتقينا في بداية إقامتي وسريعا ما أصبح بيننا تفاهم فكري غير عادي بالنظر إلى مستواي المحدود في اللغة العربية. فقد فهم زياد المنطق التجريبي وراء خطتي فحاول مرافقة العملية مع أقارب دفعته وحارته. إلا أن التفاهم بيننا يمتد في المجال العقلاني فقط وينقصنا تواطؤ روحي وإنساني فقد تدخلت أطراف أخرى يغرسون تعليقاتهم في شكوكي العميقة حتى تكونت صورة عكسية لشخصية الزعيم التي كانت تعتمد على تصورات اجتماعية منتشرة ذات موضوعية مفترضة. واشتد التعارض بين الحزبين تدريجيا ثم ثم زال فجأة وانقلبوا الجميع ضد الزعيم الذي اُتهم بجميع العيوب. فاختار زياد ان ينسحب إلى قريته وأصر على أن أبقى معه هناك ولكن فضلت المثابرة في بحثي وأطمح في حل لغز هذه الإزالة المفاجئة للتصورات الاجتماعية الأكثر موضوعية. وإصراري في هذا الاتجاه في غياب زياد أدى إلى الأحداث المؤسفة التي ذكرناها.

ولهذه الأسباب يحتل زياد مكانة خاصة في بحثي كله. فكان زياد دائما الشخص الذي أشارك تقدم بحثي العقلاني معه وإن لم يشارك سؤاله الأصلي. فقد غامر زياد بحثا إلى سؤالٍ خاص له ولقد اعتبره أقرباءه مجنونًا ومع ذلك كان يكفي ان يظهر الفرنسي في تعز ويستعيد صوابه - هذا طبعا قبل الأحداث التي عصفت بالبلاد.

استقبال ورشة جدة