أدوات المستخدم

أدوات الموقع


ar:jeddah:noeud

هذه نسخة قديمة من الصفحة!


العقدة التي تربطني بتعز

خلال أول إقامتي الميدانية الأنثروبولوجية في تعز ، أُعطيت الحرية الكاملة للتجاول كما شئت من أجل تحقيقي. لكن مع نهاية إقامتي (٢٩ سبتمبر ٢٠٠٣) تعرضت لمحاولة اغتصاب، من قبل الأخ الأكبر للعائلة المحلية التي قد أخذتني تحت جناحيها. في إحدى الأمسيات ، أطلق محاوري ناقوس الخطر: أخفوني على عجل في شقة ، قبل أن يتسللون معي إلى خارج الحي. وبعد بضعة أيام (٤ أكتوبر)، بينما ذهبت إلى العاصمة صنعاء لأخذ نفسا، قدم لي ابن خالة من نفس العائلة عرضًا جنسيًا. في هذه الظروف انتقلت لأول مرة إلى الكتابة العلمية الإجتماعية وإن لم أذكر هذين الحادثين في رسالة الماجستير.

لم أكتب عن هذين الحادثين إلا بعد خمسة عشر عامًا، في سنة ٢٠١٨، بعد أن اضطررت للتخلي عن الدكتوراه وبعد أن انهار كل شيء. فاكتشفت من خلال الكتابة أن الأخ الأكبر لم يكن ينوي اغتصابي أبدًا. من خلال الرجوع إلى المعلومات الواردة في دفاتري، أدركت أن كل شيء قد حدث على شاشة ذاتيتي… بتواطؤ من محاوريّ، بالطبع، الذين كانوا يقومون بثورتهم الصغيرة قبل الموعد.
أما بالنسبة للعرض الجنسي لابن الخالة، فقد كان في الأصل مجرد سؤال : «هل تبحث عن علاقة جنسية ؟». أراد أن يواجهني بهذا السؤال عند الاستيقاظ، لكنه سألني بأدب شديد. في الحقيقة أنا أجبرته بغير وعي على طرح هذا السؤال.

ويبين في البعد بين هاتين الرؤيتين العمل الذي قمت به خلال خمسة عشر سنة حول مفهوم الإلتزام والتصور الإجتماعي.


يقول غالب المسلمين “عليك ستر هذه الأحداث”. وبقولهم في الحقيقة يسترون الشيطان. في عالمنا تسوده العولمة هناك فعلا إيديولوجية شيطانية تقول “معتقداتي صالحة في كل مكان و لكل زمان…”. أما علم الإنسان هو العلم الذي ما زال يسمح معرفة دقيقة لتنوع البشر على كوكب الأرض. وهنا لا أتكلم عن نسبية الثقافات والأخلاق إنما أتكلم عن معرفة الأوضاع الخاصة التي يعيشها البشر في النظام العالمي و أتكلم عن تحليل ما الذي يحدث بالضبط عندما يلتقون.

فيحسبون أن هذه الأشخاص استسلموا لشغفهم… لكن ما دخلت الشهوة في هذه القصة؟ فإن الأخ الكبير – اسمه نبيل – لم يدرك أصلا عن محاولة الاغتصاب التي ارتكبها. وأما الشاب – اسمه وضاح - طرح السؤال بسبب قلقه على مشاركته في البحث. أما أنا أجبت السؤال لتهدئة هذا القلق ليس فقط عند هذا الشاب بل في جميع اليمنيين الذين تعاملوا معي في هذه السنة. ربما دخل في الأمر البلبلة والجهل والسذاجة وعدم الاستعداد لكن لم تدخل فيه الشهوة.

ثم وجدنا انفسنا محجوزين في هذا البيت – وهو بيت تقليدي في الحارة اليهودية يستأجرها الأجانب - ويبقى ثلاث أسابيع اخرى قبل طائرة العودة فتعلمنا كيف نصبر مع بعض في احترام. وهذا الاحترام الغير متوقع في هذه الظروف ترك بصمة على قلبي لم يمسحها كتابة البحث. فأردت أن أعود ليس إلى وضاح بل إلى القصة التي ربط بيننا في المقام الأول وهي قصة “الزعيم“…

“كيف لم تفهم على طول أنه الإسلام؟؟”
أنا فهمته بعد ثلاث سنين ومع ذلك بعد عقدين ما زلنا محجوزين في هذه القصة. “استر عارك ! حلوا القضية بينكم حتى يبقى النظام على ما هو !…” أصبح خداع العلوم الاجتماعية قضية أمن قومي وأيضا مسألة شرف قد أدرجها كل عرب متعلم. فيصيحون : “حكمة الإسلام تنفع في كل حين ومكان!…” المتعلم يتخبط في هاجسا لا علاقة له بالإسلام بل بتعلمه. فلا يمنعك الإسلام أن تفهم العالم.

بعد عودتي إلى فرنسا وجدت بيت صديقي في معرض عن ثقافة اليهود اليمنيين.
maisonjulien-cour.jpg maisonjulien-albatre.jpg

commentaire_waddah-23_02_2020.jpg تعليق وضاح على الفيديو الذي تحدثتُ فيه لأول مرة عن هذه الأحداث (٢٣/٠٢/٢٠٢٠).

استقبال ورشة جدة

ar/jeddah/noeud.1663856389.txt.gz · آخر تعديل: 2022/09/22 16:19 بواسطة mansour

Donate Powered by PHP Valid HTML5 Valid CSS Driven by DokuWiki