أدوات المستخدم

أدوات الموقع


ar:jeddah:noeud

اختلافات

عرض الاختلافات بين النسخة المختارة و النسخة الحالية من الصفحة.

رابط إلى هذه المقارنة

جانبي المراجعة السابقةالمراجعة السابقة
المراجعة التالية
المراجعة السابقة
ar:jeddah:noeud [2022/09/21 16:57] – critique islamique /retrait critique méthodologique mansourar:jeddah:noeud [2022/09/28 15:41] (حالي) mansour
سطر 1: سطر 1:
-<WRAP center justify round alsqr info 100%>+<WRAP justify
 +====== عقدة القصة ====== 
 +<WRAP leftalign> 
 +//(نسخة جديدة كتبتُها في جدة في تاريخ ٢٦/٠٩/٢٠٢٢)// 
 +</WRAP>
  
-===== العقدة التي تربطني بتعز =====+عام ٢٠٠٣ في نهاية إقاماتي الأولى في مجتمع تعز اصطنعت قصة إغتصاب. لكن لم أذكرها في كتاباتي وليست مسجلة حتى في دفتر ملاحظاتي اليومية. بقت هذه الخرافة بيني وبين محاوري فالكل شاركوا فيها بطريقة أو بأخرى والكل عرفوا فأما البعض اعتبروني مخادعا وأما البعض فضلوا أن يصدقونها. وكانت قصة هذا الإغتصاب الكاذبة أصلا طريقة لمخاطبة المجتمع المحلي في وحدته لكن أصبحت حتى أنا لا أفهمها. انتهى بي المطاف بالتخيل على انني مثليا فقد تحطمت حياتي الشخصية فكنت اعود كل سنة إلى اليمن وأخيم على هذا المكان. وفهم زياد أن عليه الإختفاء لكي تتجلى حقيقة القصة…
  
-خلال أول إقامتي الميدانية الأنثروبولوجية في تعز ، أُعطيت الحرية الكاملة للتجاول كما شئت من أجل تحقيقي. لكن مع نهاية إقامتي (٢٩ سبتمبر ٢٠٠٣) تعرضت لمحاولة اغتصاب، من قبل الأخ الأكبر للعائلة المحلية التي قد أخذتني تحت جناحيها. في إحدى الأمسيات ، أطلق محاوري ناقوس الخطر: أخفوني على عجل في شقة ، قبل أن يتسللون معي إلى خارج الحي. وبعد بضعة أيام (٤ أكتوبر)، بينما ذهبت إلى العاصمة صنعاء لأخذ نفسا، قدم لي ابن خالة من نفس العائلة عرضًا جنسيًا. في هذه الظروف انتقلت لأول مرة إلى الكتابة العلمية الإجتماعية وإن لم أذكر هذين الحادثين في رسالة الماجستير.+هذا النص يقدم حدثين حدثت في ٢٩/٩ و ٤/١٠ تربطت فيه خيوط هذا العقدة.
  
 +===== الحادثة رقم ١ =====
 +<WRAP centeralign lo>
 +{{ :fr:comprendre:images:touristiques:maisonjulien-dessin.jpg?400 |}}
 +بعد عودتي إلى فرنسا وجدت بيت أصدقائي في [[https://mahj.org/fr/programme/juifs-du-yemen-2000-ans-dhistoire-41|معرض عن ثقافة اليهود اليمنيين]].\\
 +</WRAP>
  
-لم أكتب عن هذين الحادثين إلا بعد خمسة عشر عامًا، في سنة ٢٠١٨، بعد أن اضطررت للتخلي عن الدكتوراه وبعد أن انهار كل شيء. فاكتشفت من خلال الكتابة أن الأخ الأكبر لم يكن ينوي اغتصابي أبدًا. من خلال الرجوع إلى المعلومات الواردة في دفاتري، أدركت أن كل شيء قد حدث على شاشة ذاتيتي… بتواطؤ من محاوريّ، بالطبع، الذين كانوا يقومون بثورتهم الصغيرة قبل الموعد.\\ +في بداية اكتوبر ٢٠٠٣ مريت في صنعاء لبضع أيام وأخذت هذه الفرصة للتواصل مع شابا التقيت به في تعز الأسبوع السابق بمناسبة عطلة ٢٦ سبتمبركان وضاح ابن خالة محاوريي فهو تربى في الحارة التي قضيت فيها شهرين لكنه ينتمي إلى الفرع الصنعاني من الأسرة وله الآن وظيفة في بنك حصل عليها عبر مسؤول كبير في النظام. وضاح يشعر بالحنين وقد سمع عن قصتي في الحارة ويريد المشاركة فيها فهو مستعد على إجابة كل أسئلتي. نلتقي أولا في تاريخ ٢/١٠ ونخزن ثم نقضي الليلة عند واحد من أصحابه ثم نستمر في النقاش. وبعد ثاني يوم من النقاش نتجه إلى بيت أعاره لي أصحابي الفرنسيون وهو بيت تقليدي في حارة اليهود سابقا. يستمر النقاش إلى وقت متأخر فأفرش سرير وضاح في غرفة الجلوس ثم نتفارق.
-أما بالنسبة للعرض الجنسي لابن الخالة، فقد كان في الأصل مجرد سؤال : «هل تبحث عن علاقة جنسية ؟»أراد أن يواجهني بهذا السؤال عند الاستيقاظ، لكنه سألني بأدب شديدفي الحقيقة أنا أجبرته بغير وعي على طرح هذا السؤال.+
  
-ويبين في البعد بين هاتين الرؤيتين العمل الذي قمت به خلال خمسة عشر سنة حول مفهوم الإلتزام والتصور الإجتماعي.+لكن قبل فجر اليوم الثالث (٤/١٠) يأتي وضاح ويناديني من باب غرفتي ويطلب مني بأدب شديد أن يسأل لي سؤال. لذا أنا أفرك عينيّ جنب وضاح في حوش هذا البيت بملابسي الداخلية تحت القمر وأتفاجئ بمفاجئة أولى فوضاح يسألني : "هل كنت أمس الليل تسعى إلى إقامة علاقة جنسية؟"
  
 +{{ :fr:comprendre:images:touristiques:maisonjulien-cour.jpg?400 }} 
  
-----+ومن الواضح أنه لم يستطع النوم و لقد وسوسَت نقاشاتنا في رأسه والآن يريد إطراح هذا السؤال أمامي وقت ايقاظي ليتأكد من الأمر. وفي الحقيقة لقد وجهت مثل هذه المواقف بإستمرار طوال إقامتي وقضيت معظم وقتي أنكر بقوة الاحتمال أن أكون مثليا. وأشعر أنني قد حطمتُ إقامتي هكذا دفاعا عن نفسي أمام الناس ولا أحترمهم. وفي هذه الحالة يكلمني وضاح بكل احترام واريد الحفاظ على هذه العلاقة. لذلك أقود وضاح إلى غرفته وأقدم له علاقة في الاحترام كما يمكنني أن اتصورها.
  
 +وهنا في الظلام يأتي المفاجئة الثانية بعد دقيقة فيطلب وضاح مني أن أنقلب. يتحول العناق إلى مصارعة حتى أتمكن من تحرير نفسي وأتلمس نحو الجانب الآخر من غرفة الجلوس. أنا مستلقي على ظهري وتدور الأفكار بسرعة مذهلة وأشاهد فيلم إقامتي كلها من جديد…
  
-يقول غالب المسلمين //"عليك ستر هذه الأحداث"//. وبقولهم في الحقيقة يسترون الشيطان. في عالمنا تسوده العولمة هناك فعلا إيديولوجية شيطانية تقول //"معتقداتي صالحة في كل مكان و لكل زمان…"//. أما علم الإنسان هو العلم الذي ما زال يسمح معرفة دقيقة لتنوع البشر على كوكب الأرض. وهنا لا أتكلم عن نسبية الثقافات والأخلاق إنما أتكلم عن معرفة الأوضاع الخاصة التي يعيشها البشر في النظام العالمي و أتكلم عن تحليل ما الذي يحدث بالضبط عندما يلتقون.+{{ :fr:comprendre:images:touristiques:maisonjulien-albatre.jpg?400 }}
  
-فيحسبون أن هذه الأشخاص استسلموا لشغفهم… لكن ما دخلت الشهوة في هذه القصة؟ فإن الأخ الكبير – اسمه نبيل – لم يدرك أصلا عن محاولة الاغتصاب التي ارتكبها. وأما الشاب – اسمه وضاح - طرح السؤال بسبب قلقه على مشاركته في البحث. أما أنا أجبت السؤال لتهدئة هذا القلق ليس فقط عند هذا الشاب بل في جميع اليمنيين الذين تعاملوا معي في هذه السنة. دخل في الأمر البلبلة والجهل والسذاجة وعدم الاستعداد ولكن لم تدخل فيه الشهوة. 
  
-ثم وجدنا انفسنا محجوزين في هذا البيت – وهو بيت تقليدي في الحارة اليهودية يستأجرها الأجانب - ويبقى ثلاث أسابيع اخرى قبل طائرة العودة فتعلمنا كيف نصبر مع بعض في احترام. وهذا الاحترام الغير متوقع في هذه الظروف ترك بصمة على قلبي لم يمسحها كتابة البحث. فأردت أن أعود ليس إلى وضاح بل إلى القصة التي ربط بيننا في المقام الأول وهي قصة "الزعيم"+هذا هو الأمر : هو أخطر تفاعت حدث في بحثي كله. هذا لم يحدث في تعز بل في العاصمة صنعاء ولم يحدث في الميدان بل حدث في لحظة الارتباك للخروج منه. وأضيف إلى ذلك أن بالطبع لم يحدث إغتصاب بل أُغرِق وضاح بتدفق معلومات لم يتحمله : سواءا كان على نطاق هذه اليومين بشدة اهتمامي بحي طفولته أم على نطاق هذه الدقيقتين بحركات لم تتحملها حشمته اليمنية طويلا. واذا فكر وضاح مرة أن يغتصبني فلم يكون أي شك أنه كان دفاعا عن النفس.
  
 +وما زلنا في المستوطنة الفرنسية لهذا البيت التقليدي وقد غمر ضوء النهار في غرفة الجلوس عبر النوافذ المرمرية فالأن الكرة في ملعبى من أجل استبعاد أي غموض نهائيًا… فأقوم وأتصالح مع وضاح ونبقى مع بعض في الأخير في ما يتبقى من الأسابيع فلن أرجع إلى تعز إلا لأخذ حقيبتي وأقل وداعا للجميع قبل طائرة العودة.
  
-//"كيف لم تفهم على طول أنه الإسلام؟؟"//\\ +===== الحادثة رقم ٢ ===== 
-أنا فهمته بعد ثلاث سنين ومع ذلك بعد عقدين ما زلنا محجوزين في هذه القصة. //"استر عارك ! حلوا القضية بينكم حتى يبقى النظام على ما هو !…"// أصبح خداع العلوم الاجتماعية قضية أمن قومي وأيضا مسألة شرف قد أدرجها كل عرب متعلم : //"حكمة الإسلام تنفع في كل حين ومكان…"// المتعلم الحديث يتخبطون في هذا هاجس ولكن قد لا تكون له علاقة مع الإسلام بالذات. لا يمنعك الإسلام أن تفهم العالم.+ 
 +كُتِب في أسفل [[fr:comprendre:personnes:waddah_dans_ma_maitrise#fuite|صفحة ١١٠]] في أطروحة الماجستير التي قدمتُها بعد ثمانية أشهر في جامعة باريس : //"…غادرتُ من تعز على عجلة في تاريخ ٣٠/٩…" // إذا اصطنعتُ قصة اغتصاب فهو عبر هتين الكلمتين : "على عجلة". فكما فسرته للتو لم أغادر تعز بعجل على الإطلاق لكن في رأسي حدث أخر حدث قبله مباشرة في تاريخ ٢٩/٩/٢٠٠٣. 
 + 
 +<WRAP centeralign lo> 
 +{{ :fr:comprendre:images:famille:carte-nabil.jpg?direct&400 }} بطاقة نبيل المهنية
 </WRAP> </WRAP>
 +
 +شارك في هذا الحدث الأخ الكبير لهذه الأسرة اسمه نبيل (وهو كذلك ابن خالت وضاح). كان لنبيل منصب مهم في بلدية تعز فكان يقوم شخصيا بإدارة مفتِّشي الأسواق المركزية. كان شخص طيب وكريم بصفة خاصة لكن كان يمثل نظام فاسد في عيون بعض الناس ضمن محاوريي. أعتقد أن نبيل كان يحبني لم يكن معه وقت فكان يترك الأمر لأخه زياد المتعلم اكثر ولبقية شباب الحارة. وفي هذه المرحلة من إقامتي لم يعد الشباب يستمعون لزياد وقرر "الزعيم" بالأخير أن ينسحب إلى قريته. فأصبحتُ بحكم الواقع تحت مسؤولية نبيل لكن قد بدأوا شباب الحارة يشكون من نبيل الآن ومن الظلم الذي يَفرُض عليهم كأخ كبير ومن رغبتهم في الحرية… وقد اصبحت رهينة لدى هذه خطابات فلم أقدر إنكار مصداقية هذه الاعترافات ومع ذلك شعرتُ أنه لعبٌ إلى حد ما : كان الشباب يطلعون ألى أي مدى يمكنهم الذهاب معي.
 +
 +وفي ظل هذه الظروف في تاريخ ٢٩/٩ أنا جالس ليلا في زقاق مع حوالي ستة من هؤلاء الشباب يتحدثون عن حياتهم وإحباطهم وأمنياتهم… وفجأة يأتي عمار مسرعاً - وهو إبن خالة أخر أصغر بالسن – ويقول أن نبيل يبحث عني فخرج في حالة سُكر مع سلاحه ومصمم على نكاح الفرنسي… فينصرف الشباب فورا إلا واحد منهم (نشوان) الذي يعيش وحده مع أمه فيُدخِلنا أنا وعمار في شقته. وفعلا يأتي نبيل بعد دقيقتين وينادي من الشارع إلى نشوان فيجيبه من البلكونة أن الفرنسي رجع إلى بيته. ونبقى عدة ساعات هكذا مختبئين في الظلام وما زالوا يتحدثون عن حياتهم ونظام مجتمعهم… "ماذا لو اتصلت بـزياد لأخبره بما حدث؟" يشجعونني في هذا الاتجاه ثم يهربونني خفية من الحارة إلى الجولة و أركب تاكسي إلى بيتي.
 +
 <WRAP centeralign lo> <WRAP centeralign lo>
-{{ :fr:comprendre:images:touristiques:maisonjulien-dessin.jpg?400 |}} +{{ :fr:comprendre:images:quartier:rue_usine_traitement_des_eaux.jpg?direct&400 }}شارع مشروع المياء الذي اختبأتُ فيه.
-بعد عودتي إلى فرنسا وجدت بيت صديقي في [[https://mahj.org/fr/programme/juifs-du-yemen-2000-ans-dhistoire-41|معرض عن ثقافة اليهود اليمنيين]].\\ +
-{{:fr:comprendre:images:touristiques:maisonjulien-cour.jpg?200}} {{:fr:comprendre:images:touristiques:maisonjulien-albatre.jpg?200}}+
 </WRAP> </WRAP>
  
 +
 +
 +هذا هو الحدث الذي يبقى في ذاكرتي بعد ثمانية أشهر عندما أكتب هذه الصفحة حول أخر لحظاتي في الحارة. لكن لا يمثل سوى سطرة في دفتر ملاحظاتي. في الحقيقة كانت الأحداث من هذا النوع تحدث بشكل مستمر بين الشباب ونبيل وكما بيني وبينهم كنا نلعب لعبة القط والفأر. وكنت اكتب هذه الاحداث واحدا تلو الآخر مسحورا بالكامل ولا أدرك ماذا أراقب بالضبط. من ناحية منطقية كان استهتار مطلق ان أبقى ومع ذلك كنت أشعر بالأمن التام…
 +
 +وفي اليوم التالي (٣٠/٩) انا من جديد مع زملائي في غرفة زياد وننتظر عودته لكن يأتي نبيل في مكانه وهو في زعل شديد ويتحديني أن اردد أمامه ما قلت لزياد بالتلفون. أشعر باندفاع الأدرينالين لكن أتمكن من الخروج بحيلة فأقول : "إن الشباب يلعبون معي ويطلبون مني نقود في أي وقت وأنا أصبحت لا أعرف ماذا أفكر…" يهدأ نبيل توا وهو يلتفت إلى الشباب : "خلاص من الآن لا تطلبون منه ريال واحد مفهوم؟" وينصرف. فنتنفس من جديد فيتعجب الشباب ويهنؤوني كيف وضعت نفسي تحت حمايته. يعتقدون أنني فهمت قوانين اللعب وأما في شعوري بدأت أن أجن جنوني.
 +
 +لاحقا في عصر هذا اليوم أسمع أن مدرستي اللغة العربية هدى أيوب موجودة حاليا في صنعاء فأقرر أن أعمل لفة إلى هناك وألقي عليها التحيّة. وطبعا لن أعود في الأخير.\\
 +في تاريخ ١٥/١٠ أمرّ في قرية زياد لنصفّي حساباتنا وأقول له وداعا فأتهمه بعبارات قاسية : إنه قد سلمني إلى عنف أخيه وأثبت أنه شريك في نظام استعباد وإغتصاب معمم… لقد استعدت كل قناعاتي خلال أسبوعين بجانب وضاح. ولا بد لي أن أصدق قصة الإغتصاب لأن العلاقة مع وضاح ليست سهلة وأحتاج إلى تسمية الفخ الذي جعله مربوط لي وهو هوس الأبوية الذي جعله يلحق العار على نفسه. فأصبح نبيل رمزا للجانب المظلم ومحاولة إغتصابي تجسيدا لمنطق النظام…"\\
 +غير أن أعود في الأسبوع التالي إلى بلادي على بعد ٥٠٠٠ كيلومتر. وسوف أصف واقعا إجتماعيا مختلف جدا في الأخير بعد تحليل المواد و إنشاء الأطروحة. وهكذا تدريجيا يبرز زياد كالبطل الحقيقي الوحيد في هذه القصة.
 +
 +
 +
 +<WRAP leftalign>
 [[.:|استقبال ورشة جدة]] [[.:|استقبال ورشة جدة]]
 +</WRAP>
 +</WRAP>
  
ar/jeddah/noeud.1663772235.txt.gz · آخر تعديل: 2022/09/21 16:57 بواسطة mansour

Donate Powered by PHP Valid HTML5 Valid CSS Driven by DokuWiki