هذه نسخة قديمة من الصفحة!
عن علاقتي بوضاح
انا ووضاح لم نكن أصدقاء أبداً فالقصة لم تسمح تطور هذا الشعور بيننا وإنما احترام متبادل.
كان من الواضح عند أول لقاءنا أن اهتمامي به ليس أمرا شخصيا بل كنت أبحث بشدة عن شخص يجيب اسئلتي والكل في تعز أصبحوا يتهربون. وتربى وضاح في تعز مع أصحابي لكن ينتمي إلى الفرع الصنعاني من العائلة وأصبح له عمل في العاصمة كموظف مجهول الهوية. ويشتاق وضاح إلى شبابه في هذه الحارة فلما سمع عن الفرنسي أراد أن يكون جزء من القصة لكن سريعا ما غمرته أسئلتي…
في ذلك الزمان لم أقدر اتعامل نفسيا مع ازدواجية مشاعري تجاه هذا الرجول الذي استقبلني وقيل انه يريد اغتصابي (نبيل ومن وراء نبيل زياد…). فأعطاني وضاح بحركته التبرير الذي كنت أبحث عنه بارتباك لأتقفل وأهرب في التحليل الاجتماعي حتى عودتي إلى فرنسا.
فكان هناك سوء تفاهم ولم يعرف وضاح كيف حدث. وبالتأكيد لم يعد في يده أن يصلح هذا الأمر بعد ما فقد كل مصداقيته. كان يعرف أنه لن يكون هو بطل القصة وأن اسمه سيختفي بسرعة لمصلحة الجميع وهذا كان يمثل في نظره الفراق النهائي مع طفولته. مع ذلك واصل الإجابة على أسئلتي بكرامة ووافق على مقابلتي حين عودتي إلى اليمن كل سنة.
في ٢٠١١ أرسل لي رسالة مع بداية الثورة وقال “أنت كنت على حق…”. وبعد فشل الثورة شعر باشمئزاز شديد اتجاه تعز وأهله. وضاح يمثل عار بحثي أكثر حتى من مرض زياد. وأتشرف شرفا عميقا بأن عاري ما زال يكلمني.
تعليق وضاح على الفيديو الذي تحدثتُ فيه لأول مرة عن هذه الأحداث (٢٣/٠٢/٢٠٢٠).