Table des matières

الهيكل الاجتماعي والتوحيد

تطور مفهوم الهيكل الاجتماعي خلال بحثي

سلام يا زياد
أريد ان اعود معك على مسألة مهمة جدا في بحثي : ما هي الطبيعة الحقيقية للحدود الاجتماعية وعلاقتها مع المراقب. فهذه المسألة بصراحةهي لب الموضوع وكنت اتكلم عنها دائما ولكن ما أدري كيف… الناس ممكن ينقصهم الخلفية الفلسفية وممكن يشعرون ان هذه المسألة لا تخصهم في المكان الذي يعيشون فيه بينما انا اراها اهم مسألة في وقتنا هذا وملاحظاتي هنا في السعودية تزيد تقنعني بهذا. فقد تكون انت قادر على ان تقدم هذه المسألة واهميتها بطريقة اوضح ومقنعة اكثر.

اول سنة ماجستير

ما هي طبيعة الحدود الاجتماعية بين أصحاب الدكاكين والحارة؟

أصحاب الدكاكين وأصحاب الحارة

طبعا هذه الحدود لعبت دور اساسي في خطاب بحثي الأول فكانت الحارة في نظاريتي تحمل بصمة عار بسبب البطالة والفراغ وكانت هذه البصمة هي العامل الإجتماعي الأساسي الذي يفسر تصرفهم المتناقض فهم كانوا مع الزعيم وضده في نفس الوقت حتى دوخوا بي… وتبين في ما بعد تفسير أخر وهو أن الشباب قاموا بربيع عربي مصغر قبل وقته. لكن في هذه السنين كان هذا التفسير خارج الإدراك.

ولازم الإصرار على أنني لم ألاحظ هذا الانقسام وانا في الميدان بل هو فرضية فرضت نفسها لما بدأت كتابة تحليلي في الظروف التي تعرف عنها. قد كانت لهذه الفرضية علاقة وثيقة أصلا مع العار الذي كنت احمله لكن بعد ٨ اشهور من الكتابة في البيئة الفرنسية فقد اختفى العار تماما وبقي الفرضية وحدها. فلقد كرست كل السنوات التالية لتوضيح طبيعتها الحقيقية.

ثاني سنة ماجستير

فوجدت نفسي من جديد عام ٢٠٠٤ في جوالة حوض الأشرف ومعي هذه المسألة : ما هو طبيعة الإنقسام بين الحارة والدكاكين – او ما هو (الهيكل الاجتماعي) كما يقولون في علم الاجتماع. فبدأت أن استطلع عن (الهيكل الاجتماعي المحلي) من خلال وسيلتين أساسا :

الرابط بين موجات الهجرة والتفاعلات على الجولة (ثاني سنة ماجستير)

هذا كله على شان افهم (الهيكل الاجتماعي) وطبيعة الانقسام بين الحارة والدكاكين. وكنت اتسأل هل الهيكل في رؤوس اللناس وهل حقيقة الهيكل في جميع الاحوال والأزمان تتكون منها التاريخ؟ فبدأت افارق بين الواقع الاجتماعي وإنتاجها المسرحي في تصرفات وأفعال الناس.

وكذلك بديت اتسائل هذا المسرح لمن؟ من هو المشاهد؟ هل الهيكل الاجتماعي هو في عين المدنيون وهم ينظرون إلى الجولة من أحد مقاهي حافاتها؟ او ممكن المشاهد الحقيقي هو الزائر الغربي فالمسرحية الحديثة مصممة من أجله ولو غير موجود في كل حين…

بداية الدكتوراة

خلال إقامتي الثالثة دخل في بحثي موضوع جديد و هو موضوع المثلية – أو (الشهونية الميثلية / homoeroticism) هو المصطلاح اقترضته من عدة دراسات ثقافية على التاريخ والأدب العربي. لكن حقيقة من الصعب ان تفهم دور هذه المسألة الجديدة دون تساؤلاتي وملاحظاتي وقرائتي السابقة حول مسألة (الهيكل الاجتماعي). هذه التساؤلات مهمة لكنها كانت بلا نهاية. كان أصلا مستحيل أن احصل على معرفة عامة عن كل أحداث التاريخ المحلي وكما عن كل افكار أشخاص الجولة. فمسألة (الشهونية الميثلية) كانت تدخل فيها المسرحية والواقع وكما يدخل فيها المدني والريفي والمراقب الغربي. فكانت المسألة الجديدة تشمل كل التساؤلات السابقة لكن بطريقة اختبارية يمكن تنفيذها.

وكذلك الظروف لم تترك لي أي خيار آخر - كما تتذكر تقريبا – فقد نشروا أصحاب الجامعة إشاعة مذلة عن (زواجي مع خادم) كما اكتشفته في العاصمة صنعاء عند وصولي. فإذ وصلنا لهذه الدرجة فيعني ان الطلاق نهائي بيني وبينهم حتى لو لم اقصد ذلك أبدا. وانت في هذا الوقت منعزل جدا لا تقدر تشرف على بحثي و لا تريد تحمل هذا الوضع. فلم يبقى لي خيار اخر إلا النزول بالجولة مرة اخرى لكن الآن مع هذا المشروع الجديد.

ولم أقوم ببحث حول المثلية أبدا على فكرة. فقط كنت اقوم بالجولة امام الناس وفي عيوني هذا الخطاب : (انا اعرف انني كمراقب غربي حامل نوع من الشهونية فأتحداكم ايها اليمنييت تعالوا فسروا لي ما هي هذه الشهونية…). ومن هذا الوقت تعلمت بسرعة عجيبة لأن الناس يأتون إلي وفي رؤوسهم فكرة خلفية عن وقفتي فيمكنني أن احلل تفسيرهم لوقفتي حسب موقفهم الاجتماعي. وهكذا تجسدت الواقع الاجتماعي بسرعة مذهلة.

وطبعا هذه الوقفة كانت تضرك وكنت اعرفه تماما لكن كنت اتمنى ان تنجو من هذه الإهانة عبر العمل والزواج والإثباط.

وسط الدكتوراة

انا اتصلت لكم من فرنسا في رأس السنة فعلمت بوفاة نبيل فأصبحت اخاف مذا سيكون رد فعلك. بدأت اخاف ان تقطع رأسي كما كان يحدث في العراق. هذا وانا لا أعرف شيء عن دخولك بالمصحة. هو فقط تنبه انك سوف تطلب حقك وهو لا شيء أقل من رأسي.

في ذلك الوقت ما زلت افهم الهيكل الاجتماعي كشيء خارجي هو موجود في الدنيا وانا ادرسه. وأعرف ان قناعات المراقب تؤثر على ما يستوعبه من الهيكل الاجتماعي وأعرف ان التصرفات تتأثر بوجود المراقب… لكن هذا كله ليس لدرجة ان يشمل الهيكل المراقبة نفسها.

الحريق.

لذلك لما رجعت الى الحوض وحرقت البيت فكانت أول فكرة مرت في رأسي وانا اتابع الدخان من جنب مطعم الجعشاني… اول فكرة كانت: “هو حرق البيت لكي ادخل الإسلام”. لأن بحثي كله تدور حول هذا الجدار والحريق فعلا كان يسمح لي أن ادخل الإسلام دون تسليم بحثي كله. وفي ما بعد علمت بما حدث لك بعد زواجك وبعد موت نبيل وفهمت ان تقريبا لم تخطط دخولي الإسلام ولم تكون تريد هذا الشيء. لذلك انا أسلمت. أنا أسلمت لكي افارق بين الواقع والمسرحية. فكان دخولي الإسلام امتدادا مباشر لبحثي السابق. والحمدلله بقيت حتى الآن على هذا النهج.

نهاية الدكتوراة

نظرية السحر الإثنوغرافي

بعد دخولي الإسلام تغير تحليلي

مع مرور الوقت وكتابة وتحليل على هذا النمط أصبحت افهم باليقين مجتمع الحوض وظروف بحثي. فأصبحت أحرج ولا أقدر ابقى في اليمن فانسحبت في نهاية عام ٢٠١٠. لكن حتى عن بعد بقيت مصمم على تحمل مسؤوليتي الشخصية والمهنية اتجاه الظروف التي سمحت لي أن ادخل الإسلام. وهذا موقفي حتى الآن.

بعد الدكتوراة

التعميم على تاريخ الأفكار

بعد ما تركت الدكتوراة واستقررت في مدينة سات كان لدي فرصة لأقراء واتثقف عن مواضيع تاريخية وفلسفية اخرى خارج إطار علم الاجتماع مثل تاريخ الرياضية وعلاقاتهم بتاريخ الافكار والديانات واللاهوت. فأصبح لي مفهوم جديد للهيكل الاجتماعي.

(الهيكل الاجتماعي) قد لا يكون محلي على حجم منطقة بل قد يكون هيكل يشمل العالم والتاريخ. وهنا لا اقصد نظام الرأس مالي كما تصورها الماركسية فقط بل قد يكون هذا الهيكل يعتمد على الرسالات السماوية وعلاقاتهم المتبادلة في المجتمع.

فالأن استخدم دائما (الهيكل الاجتماعي) في هذه المعنى في كل مقترحاتي حول التاريخ والعلمانية وغيرها من القضاية. تبعا ليس نفس المفهوم الذي كان معي في البداية وهذا قد يكون سبب سوء التفاهم بيني وبين الناس.


مثل سلطعون الناسك ، لطالما واجهت أوروبا مشكلة نمو في علاقتها بمؤسساتها. يتعلق الأمر بظروف إعادة أرسطو إلى المسيحية اللاتينية.

استقبال ورشة جدة