====== الخاتمة ====== لاختتام هذه ملاحظات أود العودة إلى [[noeud|العقدة]] التي ذكرته في البداية. بطريقة ما فإن بحثي كله يسعى إلى فهم مصير إقامتي الأولى والتجربة المؤسفة التي تختمها. وظللت مدركًا لهذا التحيز المعرفي طول بحثي ولقد كرست كل جهودي التحليلية على معاملة هذه الظروف الخاصة جدا لكي لا تأثر سلبيا على ما أقوله عن المجتمع. هذا ليس الحال بالضرورة مع باحثين اخرى الذين قد يطبقوا تجارب سلبية أخرى على المجتمع العامة. أقدر أقول في نهاية المطاف أن هذه التجربة في هذا السياق كانت نعمة وخاصة مع كرامة محاوريي الذين شاركوا في هذه القصة عن غير قصد وتحملواعلى مدى السنين. هل كانت حادثة أم حتمية؟ كل تحليلي تأدي ان العقدة كانت حتمية. كان حتى الوقفة المناسبة من منظور العقلانية الإثنوغرافية – و هي عقلانية الباحث في الميدان الذي يعطي دائما الأولوية للولاء للتحالف الذي أقيم مع محاوريه - ويدل على ذلك محاولة الاغتصاب الوهمية من قبل نبيل. لم يكن هناك مخرج آخر مع التصورات الفلسفية الموروثة من تربية أوربية ومع نظام المجتمع اليمني في ذلك الزمان ومع إرادتي العزيمة للوصول إلى علاقات فكرية مساوية. لكن لا انكر ان إعتبار هذه العقدة حتمية يشكل نقلة فلسفية كبيرة. هو النقلة الإبستمولوجية ما بين التفسير السببي الكلاسيكي والتفسير السببي السيبراني – كما فسره جريجوري بيتسون ([[https://ejcj.orfaleacenter.ucsb.edu/wp-content/uploads/2017/06/1972.-Gregory-Bateson-Steps-to-an-Ecology-of-Mind.pdf#page=421|إقراء هنا ص. ٤٠٧]]). هذا هو النقلة الذي اتخذته في نشاطي الفكري مع دخولي الإسلام. وبالطبع هناك مقاومة في العالم الأكاديمي الغربي لكن علماء الاجتماع الحقيقيون يعرفون أهمية بيتسون ويعرفون أنه لا يمكن تجاهل ملاحظاته المعرفية. وبالمقابل يجب أن نصر على مسؤولية المخبرين من المسلمين الذين يتعاونون مع مؤسسات العلوم الإجتماعية. فرفضهم باعتراف مثل هذه الظروف قد يأدي إلى عواقب إبستيمولوجية كبيرة فقد يمنع المؤسسات من تبني التعاليم السيبرانية. وهذا الانسداد لا يخص الدراسات على الشرق الأوسط فحسب بل يخص مؤسسات العلوم الإجتماعية بأكملها. وقد يكون هذه الظاهرة الإبستيمولوجية المصدر الحقيقي للحقد الذي يشعر بها عدة من الشعوب الاوربية والغربية ضد الجاليات المسلمة ومؤسساتهم. فإن هذه المسألة تستحق الدراسة الجادة من قبل المؤسسات الإسلامية. [[.:|استقبال ورشة جدة]]